الطريق إلى الرياض

القسم الأول

مغادرة الرياض ومحاولة العودة إليها

شهدت الجزيرة العربية ظهور الدعوة السلفية في القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي في مرحلة الفوضى المتمثلة في التفكك السياسي والتناحر بين القرى والقبائل والبلدان، وما واكب ذلك من ركود علمي وسيطرة الجهل والبدع الشركية بين بعض طبقات المجتمع. واختار الله لهذه الدعوة التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبدالوهاب قوةً تناصرها وتدعو إليها تمثلت في قيادة الإمام محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى.

 ويعد اتفاق (الدرعية) سنة ١١٥٧هـ / ١٧٤٤م نقطة تحول لمرحلة جديدة في تاريخ الجزيرة العربية الحديث، وعلى إثر ذلك أصبحت (الدرعية) قويةً وقادرةً على نشر الدعوة الإصلاحية وتأسيس دولة مركزية تنشر الأمن والاستقرار في المنطقة.

ونتيجة لنجاح هذه الدعوة الإصلاحية وامتداد الدولة السعودية الأولى تعرضت لحملات مغرضة، وشهدت الجزيرة العربية حملات عسكرية من الجيوش المصرية بدعم من الدولة العثمانية، واستخدم ضد أهلها أسلحة لم يعهدوها انتهت بسقوط (الدرعية) سنة ١٢٣٣هـ /١٨١٨م وعادت (نجد) إلى عهد الفوضى والتناحر لمدة خمس سنوات، استطاع بعدها الإمام تركي بن عبدالله أن يعيد تأسيس الدولة السعودية، وأن ينقل عاصمتها من (الدرعية) إلى (الرياض)، وواصل ابنه الإمام فيصل مسيرة بناء الدولة السعودية الثانية، وتمكن من مد نفوذها إلى مناطق واسعة تحقق فيها الاستقرار والازدهار.

 بعد وفاة الإمام فيصل بن تركي سنة ١٢٨٢هـ / ١٨٦٥م نشأ نزاع قوي بين ابنيه عبدالله وسعود، وقامت بينهما حروب متتابعة وفتن داخلية، أضعفت سلطة الدولة السعودية الثانية، واستمر الأمر كذلك حتى توفي الإمام سعود بن فيصل في آخر سنة ١٢٩١هـ/ ١٨٧٥م. وبويع من بعده الإمام عبدالرحمن بن فيصل(١) حتى عام ١٢٩٣هـ/١٨٧٧م حيث تنازل لأخيه الإمام عبدالله(٢)، إلا أن أبناء الإمام سعود أصروا على منازعة عمهم الإمام عبدالله الحكم وهجموا عليه في (الرياض) سنة ١٣٠٥هـ/١٨٨٦م، وقبضوا عليه وسجنوه، وقد أتاحت هذه الأحداث لأمير (حائل) محمد بن عبدالله بن رشيد فرصة تحقيق مطامعه في توسيع دائرة نفوذه، وزحف إلى (الرياض) بحجة إنقاذ الإمام عبدالله(٣). فلما قرب محمد بن عبدالله بن رشيد من (الرياض) نفذ أطماعه التوسعية، من خلال تعيين سالم السبهان أميرًا على (الرياض)، أما هو فعاد إلى (حائل) وأخذ معه الإمام عبدالله الفيصل(٤)، وأبقاه عنده في (حائل) حتى سنة ١٣٠٧هـ/١٨٨٩م  ثم أذن له بالعودة إلى (الرياض) بسبب مرضه، حيث توفي في (الرياض) حال وصوله(٥). وكانت إمارة (حائل) آنذاك تابعة للدولة السعودية، حيث عين الإمام فيصل عبدالله بن علي بن رشيد أميرًا عليها سنة ١٢٥٠هـ/١٨٣٤م، وفي وسط هذه الأحداث ولد الملك عبدالعزيز في (الرياض) سنة ١٢٩٣هـ/١٨٧٥م وشهد أول حياته مرحلة الاضطرابات الداخلية.

 وبعد عيد الأضحى من السنة نفسها بلغ الإمام عبدالرحمن أن سالماً السبهان قادم للسلام عليه وفي نيته الغدر به(٦)، فاحتاط الإمام للأمر فقبض عليه هو وأصحابه وسجنهم(٧)، وكاتب أهل (القصيم) مع هذا الحادث، فكاتبوا الإمام عبدالرحمن يعاهدونه على الطاعة نكايةً في ابن رشيد الذي اختلفوا معه(٨)، وقد أثار هذا الموقف الأمير محمد بن رشيد فجمع قواته وزحف نحو (الرياض) للمرة الثانية في أوائل سنة ١٣٠٨هـ/١٨٩٠م فوقف له أهل (القصيم) في الطريق وصدوه، فتمكن من إقناعهم بفسخ اتفاقهم مع الإمام عبدالرحمن مقابل أن يعطيهم زكاة بادية (مطير) و(الخوّة) التي كانت تفرض على الحجاج(٩)، فواصل ابن رشيد زحفه نحو (الرياض)، وفي هذه المرة حاصرها أربعين يومًا، وقطع بعض نخيلها، فخرج إليه وفد من كبار أهل (الرياض)(١٠) ضم الأمير محمد بن فيصل - عم الملك عبدالعزيز -، والشيخ عبدالله بن عبداللطيف، والشيخ حمد بن فارس، والأمير عبدالعزيز ابن عبدالرحمن - الملك فيما بعد - فاتفقوا على أن تكون الإمارة للإمام عبدالرحمن بن فيصل على (الرياض) وتوابعها، وأن يطلقوا سالماً السبهان ورجاله(١١)، فتم الصلح على هذا الاتفاق وعاد ابن رشيد إلى (حائل)(١٢).

 فكاتب أهل (القصيم) ابن رشيد بشأن إتمام الاتفاق بينهما وتنفيذ وعده، فتردد، وماطل، لذلك أعلنوا الحرب عليه فتصادموا معه في جمادى الأولى سنة ١٣٠٨هـ/١٨٩٠م في مكان يسمى (القرعاء) وهزموه في البدء حتى تراجع عن مكانه أو هكذا تظاهر، وترك أهل (القصيم) مواقعهم وتبعوه حتى وصل (المليداء)، فالتفت خيل ابن رشيد عليهم فهزمهم هزيمة قاسية(١٣). وكان الإمام عبدالرحمن قد جمع جيشًا وزحف به لنجدة أهل (القصيم) ضد ابن رشيد، فجاءه خبر المعركة وهو في (خفس العرمة) - في منتصف الطريق - فعاد إلى (الرياض)(١٤)، وقرر مغادرتها بعد أن أدرك أن ابن رشيد سيزحف إلى (الرياض) لا محالة. أعد الإمام عبدالرحمن عدته وخرج بأسرته واتجه شرقاً قاصدًا قبيلة (آل مرة) في (يبرين)(١٥)، وتنقل بين باديتيْ (آل مرة) و(العجمان)(١٦)، واستغل متصرف الحكومة العثمانية في (الأحساء) وجود الإمام عبدالرحمن قريبًا منهم، فأرسل إليه مندوبًا ليتفاوض معه على الاعتراف بسيادة الدولة العثمانية، مقابل أن يتولى الإمام عبدالرحمن ولاية (الرياض) من قبل الدولة، ويدفع إليه خراجًا سنوياً في حدود ألف ريال(١٧)، فرفض الإمام عبدالرحمن العرض وهو ما يوحي بنية جادة لديه لاستئناف القتال مع ابن رشيد وإعادة الدولة السعودية، ويؤيد ذلك أنه أرسل ابنه عبدالعزيز إلى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة - أمير (البحرين) - لطلب الإذن للنساء من عائلته بالإقامة في (البحرين) فوافق الشيخ عيسى(١٨)، وبعد أن اطمأن الإمام عبدالرحمن على عائلته أعاد تنظيم صفوفه وزحف إلى (الرياض) سنة ١٣٠٩هـ/١٨٩١م، فوصل إلى (الدلم) - جنوب (الرياض) -، ثم دخل (الرياض) وكان أميرها من قبل ابن رشيد الأمير محمد بن فيصل - أخا الإمام عبدالرحمن - ومنها سار إلى (المحمل) فقدم إليه ابن رشيد بجيشه وواجهه في (حريملاء) ودارت بينهما معركة انهزم فيها الإمام عبدالرحمن، وتقدم ابن رشيد إلى (الرياض) فهدم سورها، وأبقى محمد بن فيصل أميرًا عليها، وعاد إلى (حائل)(١٩).

عاد الإمام عبدالرحمن إلى مكان إقامته في البادية، وأرسل ابنه عبدالعزيز إلى (الأحساء) ليفاوض متصرفية الدولة العثمانية بشأن إقامة الإمام عبدالرحمن وأسرته فيها(٢٠)، فرفض طلبه.

اتجه اهتمام الإمام عبدالرحمن بعدها إلى (الكويت) فاستأذن الشيخ محمد الصباح بالإقامة عنده، فاعتذر، وعاد الإمام عبدالرحمن إلى أماكن إقامته بين (آل مرة) و(العجمان) - قرب (الأحساء) - فأقام بينهم سبعة أشهر تقريبًا(٢١).

وواصل الإمام عبدالرحمن محاولاته لإيجاد مكان مناسب وآمن لأسرته، فكتب إلى الشيخ قاسم بن ثاني - أمير (قطر) - فأذن له وأقام عنده  أربعة أشهر تقريبًا من صفر إلى جمادى الأولى سنة ١٣١٠هـ/من أغسطس إلى نوفمبر١٨٩٢م(٢٢).

وقد اكتسب عبدالعزيز من هذه التجربة في الصحراء، والتنقل بينها وبين (قطر)، و(البحرين) و (الأحساء) خبرةً قياديةً مهمة، أتاحت له فرصة التعرف على طباع البادية، واستيعاب جغرافية المنطقة من حيث طرقها، ومواردها، ورمالها، كما اتصل بمتصرفية الدولة العثمانية في (الأحساء) وعرف أوضاعها الإدارية، وأدرك ضعف نفوذ العثمانيين خارج أسوار (الكوت) بالأحساء. وقد ظهر أثر هذه التجربة بشكل ملحوظ في تحركات الملك عبدالعزيز في المنطقة وتعامله مع المتصرفية في (الأحساء).

وفي أثناء إقامة الإمام عبدالرحمن في (قطر) طلبت الدولة العثمانية من خلال متصرفيتها في (الأحساء) مقابلة الإمام عبدالرحمن لعقد اتفاق جديد معه - نتيجة لاختلافهم مع أمير (قطر) -، فلبى الدعوة وأبدى الإمام عبدالرحمن رغبته في أن يقيم هو وعائلته في (الكويت)، فوافقت الدولة العثمانية على ذلك(٢٣).

انتقل عبدالعزيز بأسرته إلى (الكويت) قبل حضور أبيه عندما نزلت الحكومة العثمانية عند رغبة الإمام عبدالرحمن في اختيار (الكويت) لتكون مقرًّا له في مطلع سنة ١٣١١هـ/١٨٩٣م(٢٤)، وتفيد الروايات الشفوية من خلال المقابلات التي أجريت مع كبار السن ومع المهتمين بتاريخ (الكويت) في تلك المدة أن المنزل الذي سكنوا فيه كان في مَحَلَّة في وسط مدينة (الكويت) كانت تسمى - فيما مضى- (فريج عنزة) حول مسجد (ابن بحر)(٢٥).

ويصف بعض الكتاب بيت الإمام عبدالرحمن في (الكويت) بالضيق والتواضع، وأنه مكون من ثلاث غرف أو أربع فقط(٢٦)؛ إلا أن الروايات الشفوية تؤكد أن بيت الإمام عبدالرحمن كان أوسع مما ذكر، وينفرد عبداللطيف بن عبدالرزاق الدُّيَيْن - الذي أدرك تفصيلات بيت الإمام عبدالرحمن قبل هدمه - بالوصف الدقيق لذلك البيت، حيث أفاد أنه كان في الناحية الشرقية من مسجد (ابن بحر) وتحديدًا بين سوق الخضار والتمر، وسوق اللحم حاليًّا(٢٧).

وقال الديين: إن للبيت بابين أحدهما مواجه للجنوب وهو باب واسع يفضي إلى مجلس الاستقبال الكبير، والباب الثاني مواجه للغرب يؤدي إلى فناء واسع مكشوف على جنباته عدد من الغرف، ووصف هذه الغرف بالكثرة، وأنها أصبحت فيما بعد تؤجر على أصحاب الدكاكين الموجودة في السوق المجاور للبيت من الجهة الجنوبية كمستودعات، وأن عمه قد استأجر إحدى هذه الغرف، وكان يتردد هو وابن عمه عليها لجلب بعض الأشياء منها إلى الدكان. وأضاف قائلاً: إن هذا البيت كان يسكنه ابن عامر أحد وجهاء (الكويت).

وعلى الرغم من أن (الكويت) تعد في تلك الأوقات محط أنظار عدد من الدول التي تسعى إلى تدعيم مصالحها في منطقة الخليج العربي، ذات الموقع الإستراتيجي المهم(٢٨)؛ فإن الإمام عبدالرحمن لم يكن يتطلع إلى شيء أمام هذا الصراع الدولي عندما اختار (الكويت) لتكون مقرًّا له، وتركز همه في أن يكون على اتصال مباشر ومستمر بالتجار والعلماء النجديين الذين يزورون (الكويت) بشكل دائم مما يتيح له الاطلاع عن كثب على الأحوال العامة في (نجد) تحينًا لاستغلال أقرب فرصة مناسبة للعودة إليها، وإعادة تأسيس الدولة السعودية. وكان الأمير محمد بن رشيد من جانبه مهتمًّا بتتبع أوضاع أسرة آل سعود في (الكويت) خشية من تحرك أحدهم ضده في أي لحظة، ومما يدل على ذلك أنه أرسل أحد رجاله إلى (الكويت) لمراقبة أبناء الإمام عبدالرحمن ومحاولة معرفة جوانب النجابة فيهم، فخلص بعد مدة من التحري إلى أن عبدالعزيز هو الأكثر طموحًا وتطلعًا لاستعادة الدولة السعودية(٢٩).

وقد اهتم الإمام عبدالرحمن بابنه عبدالعزيز في (الكويت) وهيأ له أسباب التعلم، فواصل عبدالعزيز تعليمه الشرعي عند الشيخ راشد الصقعبي المعروف بابن شرهان(٣٠)، ودرس عليه الفقه والتوحيد ومبادئ الحساب. وتزوج فتاة من البادية سنة ١٣١٢هـ/١٨٩٤م وهو في التاسعة عشرة من عمره -أي بعد وصوله (الكويت) بسنة- فعاشت مع عبدالعزيز في البيت الذي تسكنه أسرته إلا أنها توفيت بعد ستة أشهر من زواجهما(٣١).

وتزوج بعدها وضحاء بنت محمد بن برغش بن عقاب(٣٢)، من آل عريعر، من بني خالد، وأنجبت له ابنه البكر تركي -وبه يكنى-، ثم سعودًا -الملك فيما بعد- ومولدهما في (الكويت)، ثم منيرة(٣٣). ومنذ أن استقر عبدالعزيز في (الكويت)، وهو يرنو ببصره إلى (الرياض) والتفكير في إعادة تأسيس الدولة السعودية. وقام عبدالعزيز بمحاولة استهدفت تحقيق حلمه، في عام ١٣١٨هـ/١٩٠١م، وذلك في أثناء موقعة (الصريف) بمشاركة عدد من أفراد أسرته وأتباعه ووصل بهم داخل (الرياض)، ولكن تلك المحاولة لم يكتب لها النجاح. وتدل هذه المحاولة على أن (الرياض) كانت هاجس عبدالعزيز الذي عاشه منذ وعى نفسه خارجاً من دياره مع أهله كرهًا، وقد أسهم في صقل هذا الهاجس شخصيات كان لها أكبر الأثر في توجيه مجرى حياته من أهمها والده الإمام عبدالرحمن الذي سعى إلى تعليمه في (الرياض) ثم مواصلة التعليم في (الكويت) إضافةً إلى إفادته بخبرته وتجاربه، كما كان لأخته الكبرى نورة دور مهم في تحفيزه وحثه على استرداد (الرياض)، وكان عبدالعزيز يعرف قدرها ويعدّها أقرب الناس إليه، وكان ينتخي بها دائمًا قائلاً: «أنا أخو نورة»(٣٤).

على الرغم من أن المدة التي قضاها عبدالعزيز في (الكويت) لا تتجاوز تسع سنوات (ما بين عامي ١٣١١-١٣١٩هـ/١٨٩٣-١٩٠١م) فإنه شهد خلالها عدداً من الأحداث المحلية والعالمية التي أسهمت في إثراء خبرته(٣٥). علاوةً على ذلك تعرف عبدالعزيز على مجريات السياسة الدولية والاتصالات التي كانت تتم على أرض (الكويت) لممثلي حكومات الدولة العثمانية، والإنجليزية، والروسية، والألمانية(٣٦)، واستطاع أن يدرك أبعاد تسابق الدول العالمية على منطقة شبه الجزيرة العربية.

ولا شك أن الاستعداد القيادي الفطري، والتربية الدينية الصالحة التي نشأ عليها عبدالعزيز كان لهما أكبر الأثر في توجيه مجرى الأحداث المهمة في حياته، ويمكن القول إن مجموعة من الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية أسهمت بمجملها في تكوين شخصية عبدالعزيز القيادية، حيث استطاع توظيفها في استرداد (الرياض)، ثم في جهوده الموفقة لتوحيد البلاد وبنائها.

ولذلك ظهرت من عبدالعزيز في أثناء إقامته في (الكويت) بوادر قيادية من أهمها أنه رأى في نفسه القدرة على استعادة بناء الدولة السعودية وتحمل أعباء تلك المهمة، وقد نقل عنه في (الكويت) أنه شديد التفكير في (الرياض) لدرجة الشرود الذهني، وأنه يقضي معظم وقته لدراسة أفضل الطرق لاستعادتها(٣٧)، وتشير بعض المصادر إلى أن عبدالعزيز عندما كان في (الكويت) بصحبة والده، كان يخرج كل ليلة من المنزل إلى مكان صحراوي بعيد عن العمران ولا يعود إلا مع طلوع الفجر، وعندما سئل عن ذلك أجاب بأنه يفكر في (الرياض)، ويدرس الجوانب الكفيلة  باستردادها(٣٨).

من أجل ذلك واصل عبدالعزيز إصراره على استرداد (الرياض)، ولم يدخل اليأس إلى قلبه برغم أن الأوضاع المحيطة به لم تكن في مصلحته، وتأكد أن عليه أن يصنع الفرص -مستعيناً بربه- ولا يدعها حتى تحين. لذلك وجد في الخلاف الذي نشب بين الشيخ مبارك من جهة والأمير محمد بن عبدالله بن رشيد وخلفه عبدالعزيز بن متعب بن رشيد من جهة أخرى فرصةً للتحرك نحو تحقيق مرامه.

وتعد معركة (الصريف) من أهم الأحداث التي وقعت بين (الكويت) و (حائل) واستثمرها عبدالعزيز للقيام بمحاولته الرئيسة الأولى لاسترداد (الرياض).