الطريق إلى الرياض

القسم الثالث

أبو جفان

منهل قديم من مناهل (العرمة) الجنوبية، يرده المسافرون على الإبل بين (الرياض) و(الأحساء)، وهو إلى (الرياض) أقرب وآبار (أبو جفان) تقع على خط العرض ٥٠ً ٣٠َ  ٢٤ْ وخط الطول  ٠٢ً  ٤٣َ  ٤٧ْ وعدد آباره الظاهرة الآن أربع وعشرون بئرًا أشهرها تسمى (القموص) وهي موالية للقصر الذي بناه الملك عبدالعزيز بعد دخوله (الأحساء) على الشَّفِير الشرقي للوادي. ويبعد (أبو جفان) عن (الرياض) مئة كيل جهة الشرق؛ وهذا المنهل هو الذي ورد ذكره على لسان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وهو يحكي لفؤاد حمزة جانبًا من قصة مسيرته لاستعادة (الرياض)، حيث قال: «... وكانت رواحلنا ردية، ولم نرد (أبو جفان) الواقع على طريق (الأحساء) إلا أيام العيد فعيَّدنا رمضان عليه، وسرنا منه ليلة ثالث شوال حتى صرنا قرب البلد...»(٢٢٦).

ويبدو أن (أبو جفان) يحمل هذا الاسم منذ القدم، فقد يبدأ المتقدمون بعض أسماء الأماكن بكلمة «أبو» أو «أم» مثل قولهم (أم أوعال)(٢٢٧) وأن سبب تسميته بهذا الاسم وجود قلات تنتظم أسفل الوادي قبل انحداره مع منحدر جبال (العرمة)، وهذه القلات مدورة الشكل منها واحدة فوهتها مستديرة كالجفنة - القصعة - والعرب يسمون القلات المتقاربة المتتابعة في المجرى المائي النظيم، وهذا النظيم أورد ذكره الهمداني وهو يصف الطريق من (البحرين) إلى (اليمامة) بقوله: « .. وأنت في ذلك تأخذ طريقًا يقال لها الخل خل الرمل فأول ماء ترده من العرمة من عن يسارك قلات هبل وهي تنكش، وَتَعْضَبُ(٢٢٨) سريعًا، ومن عن يمينك قلات يقال لها النظيم، نظيم الجفنة...»(٢٢٩).

مرفقات الموضوع

صور

لوحات