الطريق إلى الرياض

القسم الثالث

جودة

بلدة تقع في الطرف الجنوبي من نهاية (وادي المياه) (الستار) قديمًا يحفها الطريق السريع المتجه من (الرياض) إلى (المنطقة الشرقية)، وكانت (جودة) من موارد المياه القديمة، يمر بها أحد الطرق التي تسلكها الإبل من (الأحساء) إلى (نجد)، ويسمى هذا الطريق (درب الجودي) نسبة إليها.

وآبار (جودة) متعددة أشهرها بئر اسمها (الحربية) واقعة شمالي البلدة في وسط نخل عامر، على خط العرض ٤٠ً  ٥١َ  ٢٥ْ وخط الطول ٥٦ً  ٤٩َ  ٤٨ْ، وبئر ثانية تسمى (الشريعة) تقع في وسط نخل معمور بجوار البلدة من جهة الجنوب الشرقي، على خط العرض ٣٠ً  ٥١َ  ٢٥ْ وخط الطول ١٦ً  ٥٠َ  ٤٨ْ. تبعد عن  (عريعرة) اثني عشر كيلاً وثمانمئة متر.

وقال عنها حمد الجاسر: «ويظهر أن اسم (جودة) كان معروفًا منذ عهد قديم - فقد نقل صاحب مسالك الأبصار، وصاحب نهاية الأرب عن الهمداني في الكلام على حكام (الأحساء) من آل عصفور من بني عامر ما نصه: ودارهم (الأحساء) و(القطيف)، و(ملج) و(نطاع)، و(القرعاء) و(اللهابة) و(جودة) و(متالع).

وجودة من أشهر مناهل الطَّف - المنطقة المرتفعة غرب (وادي المياه) الستار قديمًا"(٢٤٠). وقد أوردها ياقوت الحموي باسم (يجودة) بزيادة ياء في أول الكلمة فقال عنها: "يجودة: موضع في بلاد بني تميم، قال جرير يهجو ربيعة الجوع:

ألا تسألان الجو جو متالع

أما برحت بعدي يجودة والقصر؟

 

..... وقال عبدة بن الطبيب:

 

لولا يجودة والحي الذين بها

أمسى المزالف لا تذكيها نار»(٢٤١).

 

ويرى حمد الجاسر أن (يجودة) هو الموضع المعروف الآن باسم (جودة). وقال: «إن من أوضح الأدلة على أن يجودة هي جودة الآن، أن جريراً قرن ذكرها بذكر متالع، الذي لا يزال معروفًا بقربها، ثم إن الموضعين من بلاد بني سعد، كما ورد في ديوان الشاعر وكما هو معروف.

وكما يدل على ذلك ما يفهم من قول عبدة - وهو من بني سعد - حيث يفتخر بقومه الذين بجودة بكونهم يحمون الطرقات»(٢٤٢).