الطريق إلى الرياض

القسم الثالث

رماح

مورد ماء من موارد العرب القديمة يقع غرب (الدهناء) غير بعيد منها شمال شرق مدينة (الرياض) على بُعْد  مئة وخمسة عشر كيلاً، وفي وقتنا الحاضر أصبحت (رماح) بلدة كبيرة سميت باسم منهلها القديم.

قال ياقوت الحموي في معجمه رسم (رماخ) -  بالخاء :

«...  وهو موضع بالدهناء، وقال العمراني: يقال بالحاء المهملة: وقد جاء به ذو الرمة بالمهملة فقال:

 

وفي الأظعان مثل مَهَا رُماح 

عَلَتْهُ الشمس فَادَّرَع الظَّلالا»(٢٤٩)

 

ثم ذكر قول جرير:

 

يُكلفني فؤادي من هَوَاهُ

 ظَعَائن يْجَتزْعَن على رماح

وقد عَّده الهمداني من مواضع الوحش المضروب بها المثل(٢٥٠). ولعل منهل (رماح) سمي بهذا الاسم لقربه من الدهناء، ومن أكثبتها (أرماح) التي أورد ذكرها الهمداني بقوله:

«(حُزْوَى) كثيب منقطع وحده طويل، والحسن نقاً أَحَمُّ مليح منقطع، وأُطُم والكراظم أكثبة طوال متقابلة، وأرماح أكثبة طوال حداد، ولوى رماح أسفل منهن كل ذا في الدهناء»(٢٥١).

ووصف مؤلف (معجم اليمامة) ماء (رماح) بقوله: «وماؤه عدّ مكين رسين لا يغيظ ] يغيض [ جمّه ولا يتكدر. ماؤه عذب زلال، وعمقه خمسة وثلاثون باعًا على مقام البئر، وآباره خمس وهي: (الجبرية)، و(الزيدي)، و(السيارية)، و(بُطَيْحان)، و(كُتْلاَن)..»(٢٥٢).