الطريق إلى الرياض

القسم الثالث

المراغة

بئر ماء قديمة تقع في السفح الجنوبي لجبل (الجبيل)، (خنزير قديمًا) في وسط قاع منخفض أرضه جصيَّة يثور غبارها عند السير عليها، وكانت الإبل عند ورودها لهذا الماء تجد مكانًا صالحًا للتمرغ؛ ومن هذا جاءت التسمية. وبالقرب منها جهة الغرب جبيل أشقر يسمى (أشقر المراغة) يمر طريق الخرج القديم المزفت بينهما.

وبئر المراغة واقعة على خط العرض ١٧ً  ٢٠َ  ٢٤ْ وخط الطول ١٠ً  ١٢َ  ٤٧ْ؛ وتبعد عن عدِّ (أبو جفان) ستة وخمسين كيلاً، وعن (الشقيب) الذي أناخ الملك عبدالعزيز ركائبه فيه ليلة استرداد (الرياض) ثلاثة وخمسين كيلاً.

والمسافرون على ظهور الإبل القادمون من جهة (الأحساء) يردون عِدّ (أبو جفان)، وعندما يصدرون منه يسيرون على ظهر (العرمة) وليس أمامهم سوى منحدرين؛ فمن أراد منهم سلوك (درب مزاليج) فإنه ينحدر مع (درب الحاج) ويأتي (الرياض) من جهته الشرقية، أما من يريد المسير باتجاه الجنوب الغربي فإنه ينزل مع منحدر (الخشبي)، ومن يأخذ هذا الطريق يقطع في طريقه عندما ينزل من جبل (العرمة) وادي (الترابي)، ويسير تاركًا جبل (ضبع) على يساره ثم يقطع وادي (الحَنِيَّة)، وبعده ينحدر من جبل (الجبيل) المسمى قديمًا (خنزير) مما يلي بئر (المراغة).

ومن يقف بجوار البئر يرى فوق حافة جبل (الجبيل) أعلام الطريق موضوعة بشكل مكثف، وهو الأمر الذي يدل على أن هذا الطريق من الطرق المسلوكة قديمًا، كما يرى غربًا منه الأنف البارز من جبل الجبيل المسمى (ثنايا بلال) وهو ما يسمى قديمًا (أسنان بلالة) ومن يصدر من (المراغة) قاصدًا (الرياض) يحف بهذا الأنف، ويصل إلى (الرياض) من جهته الجنوبية الشرقية.