الطريق إلى الرياض

المقدمة

يعد استرداد (الرياض) عام ١٣١٩هـ/١٩٠٢م بوابة الأحداث الرئيسة في تاريخ (المملكة العربية السعودية)، والانطلاقة الفعلية التي تم من خلالها تأسيس الدولة، وتوحيد البلاد، وتوفير الأمن والاستقرار وبناء دولة حديثة تقوم على تطبيق شرع الله عز وجل، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد شرعت دارة الملك عبدالعزيز في العمل على رصد جهود الملك عبدالعزيز وتحركاته لاسترداد (الرياض) سنة ١٣١٩هـ/١٩٠٢م، والأحداث التي واكبتها، وذلك بتكليف من اللجنة التحضيرية للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس (المملكة العربية السعودية).

ونظرًا لأهمية هذا المشروع فقد حظي بالرعاية المباشرة والمتابعة المتواصلة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا واللجنة التحضيرية للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز.

وعندما بدأت الدارة في الإعداد لهذا المشروع كان أمامها عددٌ من الصعوبات، برغم ما توافر لها من إمكانات مادية ومعنوية لدعم هذا العمل، ومن أهم تلك الصعوبات قلة المادة المدونة عن تلك المدة، وتعدد الروايات حولها، وحاجة المشروع إلى الأعمال الميدانية المباشرة، واندثار بعض معالم المواقع؛ لقدم المرحلة التاريخية، إضافةً إلى ضيق الوقت المخصص للعمل. إلا أن الدارة وضعت خطة تمثلت في تنظيم العمل على مراحل سيشار إليها، والتأكيد على الأعمال الميدانية الاستطلاعية من جهة، واستقراء المصادر المتوافرة كافة ذات العلاقة بالموضوع من جهة أخرى.

والدارة وهي تقدم هذا العمل تطمح إلى أن ما بذل من جهود علمية وميدانية، سوف توفر للباحثين والمهتمين بتاريخ الملك عبدالعزيز مادة علمية مناسبة، اعتمدت مجموعة من المصادر المتعددة، واستخدمت الوسائل العلمية في تحقيق المواضع التاريخية والجغرافية، والوقوف عليها، علاوةً على الاستفادة من المصادر الشفوية لتدعيم بعض الأحداث، التي غفلت عنها معظم الكتابات السابقة.

وتنفرد هذه الدراسة برصد الأحداث زمن الملك عبدالعزيز وتحركاته من (الكويت) إلى (الرياض)، في إطار علمي وعملي يتسم بالشمولية، من حيث المعلومة التاريخية، والدراسة الميدانية، والأشكال والخرائط والصور الفوتوغرافية المصاحبة للمشروع التي أسهمت في إثراء هذا الموضوع. ولا يسع الدارة إلا أن تتقدم بالشكر والثناء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز؛ ولصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني؛ ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على دعمهم لدارة الملك عبدالعزيز، وتمكينها من تحقيق أهدافها، وذلك من منطلق حرصهم على توثيق تاريخ هذه البلاد عن طريق الدارة التي أنشئت لهذا  الغرض.

كما تشكر الدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على متابعته وإشرافه المباشر على هذا المشروع وتوجيهاته المستمرة، التي أثمرت إخراج هذا العمل في شكله النهائي.

وتشكر الدارة أيضًا أعضاء اللجنة العليا واللجنة التحضيرية والأمانة العامة للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية. كما تتوجه بالشكر إلى العاملين في هذا المشروع من الأساتذة والباحثين والجهات التي أسهمت في تنفيذه كافة، ومن أبرزها: وزارة الدفاع والطيران ممثلة في إدارة المساحة العسكرية بالرياض، ورئاسة الحرس الوطني ممثلة في العلاقات العامة، ووزارة الخارجية ممثلة في سفارة خادم الحرمين الشريفين في (الكويت)، وإمارة منطقة (الرياض)، وإمارة المنطقة الشرقية، وكذلك وزارة الداخلية بدولة (الكويت) وبلدية مدينة (الكويت).

ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مرفقات الموضوع